تعاونت السلطتين التشريعية والتنفيذية واجتمعت كلمتهما على الإضرار بمصالح البلاد والعباد وما حصل من تعيينات ونقل في بعض الوظائف والمناصب والتي لا تتفق مع أبسط معايير العدالة والإنصاف وما حصل كذلك في ملف الجنسية من تغيير للهوية الكويتية وما حصل في ملف العفو وما ترتب عليه من تداعيات وما حصل من تسابق لملف رد الاعتبار لإقراره لهو خير شاهد ودليل على مدى الإضرار بمصالح البلاد ومكتسباته الوطنية ومما يزيد من الحزن والألم سكوت أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية عن هذا العبث المبرمج لهذه الملفات وغيرها مما أسبغ عليها صفة الشرعية وكأن الأمر أصبح بهذا السكوت يمثل صفقة تبادل المصالح والمنافع بين السلطتين على حساب مصالح الوطن والمواطنين.

لهذا جاء قرارنا السيادي مكتوبا بوقف جزء من هذا العبث من خلال وقف قرارات التعيين والترقية والنقل والندب لأجل مسمى وسيتم إن شاء الله التعامل مع باقي الملفات الأخرى فيما بعد بما يحقق مصالح البلاد العليا.

إخواني وأخواتي أبناء وطني العزيز: حذرنا في مناسبات عديدة بأن الأزمات والتحديات والأخطار محيطة بنا وأن الحكمة تقتضي منا إدراك عظم وحجم المسؤولية والتمسك بالوحدة الوطنية التي هي ضمانة البقاء بعد الله مما يتعين علينا اليوم ونحن نمر بمرحلة تاريخية دقيقة ضرورة مراجعة واقعنا الحالي من كافة جوانبه خصوصا الجوانب الأمنية والاقتصادية والمعيشية والتي هي وصية أميرنا الراحل طيب الله ثراه وأن نتحاور وأن نتبادل الرأي والمشورة والنصيحة وأن نسعى جميعا لإشاعة أجواء التفاؤل وبث روح الأمل لتحقيق الطموح المنشود وضرورة التأني والتريث في إصدار القوانين والقرارات التي لها تأثير على المكتسبات الوطنية حفاظا على الهوية الكويتية وتعزيزا للمواطنة الحقة للكويتيين الذين يؤمنون بأن الكويت هي البقاء والوجود وأن الولاء لها.

إخواني وأخواتي أبناء وطني العزيز: انطلاقا من مسؤولية وأمانة الحكم فإنه يتوجب علينا كقيادة سياسية أن نكون قريبين من الجميع نسمع ونرى ونتابع كل ما يحدث من مجريات الأمور والأحداث مؤكدين على أهمية المتابعة والمراقبة المسؤولة والمساءلة الموضوعية والمحاسبة الجادة في إطار الدستور والقانون عن الإهمال والتقصير والعبث بمصالح الوطن والمواطنين فسيروا على بركة الله وتوفيقه ونحن دائما معكم على الوعد والعهد الذي قطعناه على أنفسنا باقين وبالقسم العظيم بارين أوفياء للوطن والمواطنين.

وفي الختام أدعو الله في علاه أن تبقى الكويت واحة أمن وأمان ومنبع خير وسلام وأن يديم عليها التقدم والرخاء ويحفظ أهلها الأوفياء أعزة كرماء وأن يسدد على دروب الخير والتوفيق جميع خطاكم وأن يوفقكم إلى ما يحبه ويرضاه وأن يجمع قلوبنا على محبة الكويت ونفوسنا على التضحية من أجلها وأن يرحم شهداءنا الأبرار وأن يتغمد موتانا وموتى المسلمين بواسع رحمته وأن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين وأن يمتعنا بالصحة في الأبدان وفي الوطن بالأمن والأمان.

“ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا” وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.