قالت السفيرة البريطانية لدى البلاد بليندا لويس إنه على الرغم من توقيع المملكة المتحدة والكويت على معاهدة الصداقة منذ نحو 125 عاما في عام 1899، إلا أن علاقاتنا الثنائية تعود إلى القرن الـ ١٧. تم التوقيع على المعاهدة للحفاظ على استقلال الكويت من خلال الحماية البريطانية، مشيرة إلى أنه منذ توقيع الاتفاقية التزمت المملكة المتحدة بالوقوف إلى جانب الكويت عدة مرات منذ ذلك الحين، في أيام الحماية عندما كانت الكويت تواجه تهديدات من قبل الإمبراطورية العثمانية، وقام نظام عبد الكريم قاسم بتهديد امن الكويت بعد استقلال الكويت في 19 يونيو 1961 بوقت قصير. وكانت ردة الفعل البريطانية فورية، حيث أرسلت بريطانيا فريقا عسكريا كبيرا يعرف باسم عملية فانتيج «VANTAGE» ونجح في ردع التهديد.

 

وأضافت لويس في تصريح صحافي: في بداية الغزو العراقي للكويت في 2 أغسطس 1990، ردت المملكة المتحدة بسرعة بقيادة رئيسة الوزراء آنذاك مارغريت تاتشر. وصرحت تاتشر قائلة ان «غزو العراق يتحدى كل مبدأ تقوم به الأمم المتحدة. إذا تركناها تنجح، فلن يشعر أي بلد صغير بالأمان مرة أخرى. وسيحل قانون الغابة بدلا من سيادة القانون». فاتخذت إجراءات فورية ولعبت المملكة المتحدة دورا حاسما في منظمة الأمم المتحدة، حيث قادت المملكة المتحدة والولايات المتحدة مجلس الأمن في تمرير القرار 661، مما أدى إلى فرض عقوبات اقتصادية على العراق والسماح باستخدام القوة في حالة عدم انسحاب العراق من الكويت. واستخدمت مارغريت تاتشر علاقتها الممتازة مع الرئيس آنذاك جورج بوش لتأمين التزامه بالدفاع عن الكويت والمنطقة.

 

وتابعت: كما لعبت الديبلوماسية البريطانية دورا رئيسيا في تعبئة الرأي العام الدولي فور حدوث الغزو، مضيفة: من الجدير بالذكر أن السفير البريطاني في الكويت، السير مايكل ويستون، صمد ضد قوات الديكتاتور العراقي صدام حسين لمدة 4 أشهر، حيث عاش على القليل مما تبقى من الطعام المعلب والماء وهو رفض رمزي لمطالبة العراق بالحصول على الكويت، كما رفض المغادرة. وكان صدام حسين قد أمهل الديبلوماسيين 3 أسابيع لنقل عملياتهم إلى بغداد لكن البريطانيين وبعض السفارات الأخرى رفضوا المغادرة وبقوا في الكويت. وصمدت السفارة البريطانية حتى 16 ديسمبر في عام 1990 عندما لم يتبق ماء للشرب. وكان هذا العمل الذي يتسم بالثبات والشجاعة مجرد أحد الإجراءات السياسية التي اتخذتها المملكة المتحدة للانخراط وإقناع المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات للرد على الغزو العراقي. واستطردت السفيرة البريطانية: كانت المملكة المتحدة القوة الدافعة وراء العديد من الإجراءات السياسية والاقتصادية والعسكرية للضغط على نظام صدام حسين. كانت مساهمتنا العسكرية في العمليات مؤثرة في الخليج، حيث كانت قدوة للآخرين لاستخدام جميع الوسائل المتاحة للدفاع عن حرية الكويت واستقلالها، مشيرة إلى دعم المملكة المتحدة تحرير الكويت من خلال نشر 53462 فردا عسكريا بريطانيا في البر والبحر والجو أثناء عملية جرانبي (المعروفة أيضا باسم عملية عاصفة الصحراء) وهي أكبر عملية نشر لأفراد الجيش البريطاني منذ الحرب العالمية الثانية.

 

وتابعت لويس: بعد وقت قصير من تحرير الكويت في 26 فبراير 1991 قام رئيس الوزراء البريطاني آنذاك جون ميجور بزيارة الكويت في 5 مارس 1991، مضيفة أنه خلال زيارته، قال: «أريد أن أرى الكويت، أريد أن أرى المدينة، أريد أن أتحدث إلى السفير، وأريد أن أرى الضرر الذي حدث وما يجب علينا القيام به لإعادة إعمارها». وأشارت السفيرة البريطانية في الكويت بليندا لويس في ختام تصريحها إلى أنه «بعد 32 عاما من تحرير الكويت، تواصل المملكة المتحدة العمل في شراكة وثيقة مع الكويت في مجال الدفاع والأمن، بما في ذلك التدريبات العسكرية المشتركة والتعليم العسكري والأمن السيبراني. لطالما كانت المملكة المتحدة وستظل صديقة حقيقية للكويت».